نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 93
فهناك فرق بين أن يُقتل قبلهم
فلا يعيش ألم فقدهم، وبين أن يتقدَّموا أمامه فيقتلون فيتألَّم ويكابد الألم
والجزع، ثمَّ بعد ذلك هو يُقتل فكأنَّما اجتمع عليه أمران.
(الْمَكْثُور بالرِّجَال)
الْمَكْثُور اصطلاح في المعارك العسكريَّة في ذلك الزّمان، ويقال للرّجل الَّذي
يُحاط به مِنْ كُلّ الجهات، وقد ورد هذا المعنى في حقّ أبي عبد الله الحسين (عليه
السَّلام) بعدما فُنِيَ أصحابه في أواخر المعركة، وبعد أن تعب الإمام وأحاط به
العسكر من كلّ الجهات يقول حميد بن مسلم:" فواللهِ ما رأيتُ مكثورًا قطّ قد قُتِلَ وُلْدُهُ
وأهلُ بيته وأصحابُه أربطَ جَأْشًا، ولا أمضى جَنَانًا منه، كانت الرَّجَّالة
لَتَشُدَ عليهِ فَيَشُدَ عليهَا بسيفه، فتَنْكَشِف عَنْ يَمينِه وشِمَاله
انْكِشَاف الْمَعْزَى إذا شَدَّ فيها الذّئب"[1].
فيظهر من قوله:(الْمَكْثُور بالرِّجَال) أنَّه لَمَّا وصل جعفر
بن أمير المؤمنين إلى عسكر الأعداء أحاط به الكثير منهم كالحلقة أو الدَّائرة،
وبالطبع سيكون في هذه الحال في موقف صعب لأنَّه إن ضرب الَّذي أمامه ضربةً، جاء
الَّذي خلفه أو الَّذي عن يمينه أو الَّذي عن شماله وضربه.
السادس : العبَّاس بن عليّ
بن أبي طالب
قال سيدنا ومولانا زين العابدين
علي بن الحسين (عليه السَّلام):"رَحِمَ اللهُ العبَّاس، فَقَدْ آثر وَأَبْلَى
وَفَدَى أَخَاهُ بنفسه حتَّى قُطِعَتْ يَدَاه،