نام کتاب : الأعظم بركة الإمام محمد الجواد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 150
فالأولى ما رواها ابن شهر اشوب من أن المعتصم بعد أن استجلب الإمام الجواد
من المدينة المنورة، وتظاهر بإكرامه، «ثم أنفذ إليه شراب حماض الأترج تحت ختمه على
يدي أشناس (معاون المعتصم العسكري وغلامه التركي)، فقال: إن أمير المؤمنين ذاقه
قبل أحمد بن أبي دؤاد، وسعد بن الخصيب وجماعة من المعروفين، ويأمرك أن تشرب منه
بماء الثلج، وصنع في الحال»[1].
فقال: أشربها بالليل.
قال: إنه ينفع بارداً، وقد ذاب الثلج. وأصر على ذلك فشربها»[2]
ونعتقد أن الرواية الثانية هي الأحرى بالقبول لتعرضها إلى أكثر من جانب فهي
تنسب الأمر إلى اجتماع الثلاثة: المعتصم وابن أخيه جعفر، وابنة أخيه أم الفضل، وهي
الأكثر تفصيلاً، وتذكر نهايتها أن الإمام عليه السلام أكل من ذلك العنب المسموم، وتشير إلى
[1] هناك
احتمال أن تكون هذه الرواية شارحة لما رواه العياشي في التفسير
١/٣٢٧عن زرقان في تتمة خبر ابن أبي دؤاد القاضي حيث قال
بعده: «.. فأمر يوم الرابع فلانا من كتاب وزرائه بأن يدعوه إلى منزله فدعاه فأبى
ان يجيبه، وقال: قد علمت اني لا أحضر مجالسكم، فقال: اني إنما أدعوك إلى الطعام
وأحب ان تطأ ثيابي وتدخل منزلي فأتبرك بذلك وقد أحب فلان بن فلان من وزراء الخليفة
لقاءك فصار إليه، فلما أطعم منها أحس السم فدعا بدابته فسأله رب المنزل أن يقيم،
قال: خروجي من دارك خير لك، فلم يزل يومه ذلك وليلة في خِلْفةٍ (يختلف لبيت
الخلاء) حتى قبض صلى الله عليه وآله».