نام کتاب : الأعظم بركة الإمام محمد الجواد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 67
مواقف تجاه إمامة الجواد عليه السلام
صيرورة الإمامة الإلهية للإمام محمد بن علي الجواد بعد أبيه علي بن موسى
الرضا عليهما السلام كانت أمراً متميزاً فلأول
مرة في تاريخ الإمامية، منذ ما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وإلى سنة 203 هـ أي نحو قرنين من الزمن يكون إمام الخلق صغيرَ السن بهذا
المقدار (ابن ثمان سنين) في أول توليه الإمامة!
هذا الأمر جعل مواقف الناس والسلطة مختلفة تجاه الاعتقاد به، وقبول ذلك.
أما السلطة العباسية: فمن الواضح أنها لم تكن تعتقد بإمامته ولا بإمامة آبائه، ولكن مع ذلك
كانت تسلّم لآبائه بالفضيلة العلمية[1]، وبالزعامة
الاجتماعية لبني هاشم وللشيعة، وكانت تتعامل معهم على هذا الأساس.
[1] لقد
استعان المنصور العباسي بأبي حنيفة ليأتي بأسئلة يعجز فيها الإمام جعفرا الصادق عليه السلام فخرج
معه بنتيجة أن الإمام جعفرا هو أعلم الناس لأنه أعلمهم باختلافاتهم كما نقله المزي
في التهذيب ٥/٧٩ والذهبي في سير أعلام النبلاء 9 / 543، وجرب
الأمر ابنه المهدي العباسي مع الإمام موسى الكاظم عندما استقدم أبا يوسف ليناظر
الإمام فما لبث أن غرقت سفينة أسئلته في بحر الإمام المواج، وعندها قال المهدي
لأبي يوسف: ما أراك صنعت شيئا؟! فقال أبو يوسف: رماني بحجر دامغ. وجرب المأمون أن
(يمتحن) الإمام الرضا في مؤتمر عالمي فإذا به يجيب أهل التوراة بتوراتهم وأهل الانجيل
بانجيلهم وأهل الملل بما يؤمنون به! وها هو الإمام الجواد يكرر نفس المشهد الذي
سبقه إليه آباؤه الكرام.
نام کتاب : الأعظم بركة الإمام محمد الجواد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 67