responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأعظم بركة الإمام محمد الجواد نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 68

وهذا الأمر لم تُقرّ به بالنسبة للإمام الجواد، فباستثناء المأمون العباسي الذي سنأتي على ذكر موقفه بعد قليل، كان أركان البيت العباسي لا يرون للإمام الجواد فضيلة علمية وإنما يعتبرونه طفلاً كسائر الأطفال ينبغي أن يتعلم ويدرس في الكتاب وعلى يد العلماء الكبار حتى يشتد عوده وعندئذ يتعامل معه كما يتعامل مع العلماء.. ولذلك فإنهم قد احتجوا على المأمون عندما قربه وأراد تزويجه ابنته بهذا المعنى من أنه صغير السن ويحتاج إلى النضج[1]. وعندما لم يقبل منهم المأمون انتقاده لجأوا إلى (امتحان) الإمام بواسطة يحيى بن أكثم في القصة المشهورة.

ومع أن الإمام عليه السلام قد فاق يحيى بن أكثم أمامهم وأجاب على أسئلته وأعجز يحيى أن يجيب على أسئلته إياه، إلا أن ذلك وغيره لم يكن كافياً ليعترفوا للإمام، كيف وهم لم يعترفوا لأبيه الإمام الرضا مع ظهور مناقبه ومعاجزه أمامهم ولمدة طويلة من الزمان؟!

وسر ذلك - لعله - ما عبر عنه المأمون نفسه - لو صحت نسبة الكلام إليه - من قوله لهم: أنتم السبب فيه، ولو أنصفتم القوم لكان أولى بكم، وأما ما كان يفعله من كان قبلي بهم، فقد كان قاطعاً للرحم!


[1] قال العباسيون للمأمون في احتجاجهم على المأمون: إن هذا الصبي وإن راقك منه هديه، فإنه صبي لا معرفة له ولا فقه، فأمهله ليتأدب ويتفقه في الدين، ثم اصنع ما تراه بعد ذلك.

نام کتاب : الأعظم بركة الإمام محمد الجواد نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست