جهة نزول الآية أثناء غزوة بدر، أو في كونه في خصوص المطر، ساقطة بالاجماع، كما لا يخفىََ.
مطافاً إلىََ ما في «الجواهر» من إمكان دعوىََ كون المراد من السماء بلحاظ أنّه كان جميع الماء من السماء، كما ترىََ ذلك في قوله تعالىََ: وَ أَنْزَلْنََا مِنَ اَلسَّمََاءِ مََاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنََّاهُ فِي اَلْأَرْضِ الآية[1].
{aالثاني:a} قوله تعالىََ: وَ أَنْزَلْنََا مِنَ اَلسَّمََاءِ مََاءً طَهُوراً[2].
ودلالتها على المقصود موقوفة علىََ معرفة صيغة «طهور» علىََ وزن فعول، فنقول: إنّ هذه الصيغة من جهة التصور والاحتمال علىََ أربعة صور، وذهب إلىََ كل منها ذاهب في الجملة.
{aالأولىََ:a} أن يكون المراد منه هو «اسم الفاعل»، بأن يكون (الطهور) بمعنى الطاهر، إذ الطاهر غير متعد، والطهور كذلك وعليه عدّة من اللغويين كما في «الجواهر» فراجع.
{aالثانية:a} أن يكون (الطهور) بمعنى المصدر، فهو يدعي من جهة كيفية حركة مادته بفتح الطاء وآخر بضمه، بل قد قيل بأن المصدر لا يكون إلّابالثاني، كما أن اسم الآلة يكون بالأول، فيكون حينئذ حمل الطهور على الماء نظير حمل (عدل) علىََ (زيد) من جهة كثرة المبالغة في طهارته، فيكون حملاً ادعائياً أو مجازياً.
لكنه مردود بعدم وجود حمل هاهنا، بل جيء به علىََ نحو الوصفية بقوله: «ماء طهوراً».
{aالثالثة:a} أن يكون بمعنى المبالغة «كالغفور والودود» فحينئذ قد يدعي بأن ـ الطهارة أيضاً من المفاهيم المشككة، وتكون فيه الشدة والضعف كما ادعاه بعض، ومثّل له بالوضوء بالماء المشمس والآجن، حيث يكون مكروهاً، بخلاف الماء المطلق البارد الغير الموصوف بذلك، وإن كان مثاله لا يخلو عن إشكال، فيكون معنى المبالغة حينئذٍ متصورة فيه من جهة