وسيلحق به فيضمن البحث عن هاتين الجهتين ما كان كالجاري، فنقول وباللََّه الاستعانة:
{aأما موضوعه:a} فتارةً يلاحظ فيه قول اللغويين، واُخرىََ قول الفقهاء والمجتهدين رضوان اللََّه تعالىََ عليهم أجمعين.
أمّا أهل اللغة: فقد عرّفوه كما في «مصباح المنير» و «مجمع البحرين» وغيرهما بأنّه: (المتدافع في انحدار واستواء، وما كان سائلاً على الأرض)، كما اشير إليه في الكتب نقلاً عن أهل اللغة، كما في «الجواهر» و «طهارة» الشيخ الانصاري وغيرهما.
كما أنّ العرف العام يرىََ ويعدّ الجاري فوق الأرض كالنهر، أو تحتها كالقنوات أنّه جارياً، وهو واضح ولا كلام فيه.
وأما الفقهاء: فقد وقع الخلاف في تعريفه بينهم إلىََ أربعة أقوال:
{aالقول الأوّل:a} يعتبر فيه: الجريان فقط، سواءً كان له نبع ومادّة أم لا، كما استظهره «الجواهر» عن بعض العبائر، حيث اكتفوا في تحديده بالجريان فقط.
{aالقول الثاني:a} يعتبر فيه وجود النبع سواء جرىََ أم لا، كما صرح به الشهيد الثاني في «المسالك»، وعللّ فيه وجه إطلاق لفظ الجاري مع ظهوره في الجريان، أنّه كان إمّا من باب التغليب، أو من الحقيقة العرفية خاصة.
{aوالقول الثالث:a} باعتبار السيلان والنبع، كما عليه المشهور من المتقدمين ـ والمتأخرين.
{aوالقول الرابع:a} باعتبار الجريان مع أحد الأمرين، أمّا المادّة ولو لم يكن نابعاً في بعض مصاديقه، كالجاري من الثلوج الذائبة في موسم معيّن ومدّة متعارفة، أم مع النبع كما هو كذلك غالباً، بل هو الحقيقة فيه أوّلاً.
والأقوىََ هو الأخير، كما عليه صاحب «مستند الشيعة» ونسب في «المصباح» الرضوي إلىََ بعض السادة من أساتيذه، ومال هو إليه قدس سره في صورة الصدق العرفي عن الماء الذائب الجاري كما نحن نقول به كذلك، وإلّا يصعب في بعض أفراده، كما لو فرض