نام کتاب : الأعظم بركة الإمام محمد الجواد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 119
صار إلى مواليّ من أموال الخرمية الفسقة[1]
فقد علمت أنّ أموالا عظاما صارت إلى قوم من موالي، فمن كان عنده شيء من ذلك
فليوصله إلى وكيلي، ومن كان نائياً بعيد الشقّة فليتعمّد لإيصاله ولو بعد حين،
فانّ نية المؤمن خير من عمله، فأمّا الذي أوجب من الضّياع والغلات في كلّ عام فهو
نصف السّدس ممّن كانت ضيعته تقوم بمؤنته، ومن كانت ضيعته لا تقوم بمؤنته فليس عليه
نصف سدس ولا غير ذلك[2].
ونستفيد من هذه الرواية فوائد عبر الملاحظات التالية:
1/ إن هذه الرواية تامة سنَدًا عند علماء الإمامية على اختلاف مسالكهم في تصحيح
الروايات وبالتالي فيمكن الاعتماد عليها والاستناد لمضمونها. وهي من جملة ما كتبه
الإمام الجواد عليه السلام لأصحابه.
[1] الخرمية:
احدى الفرق المنحرفة التي تستمد أصولها من مبادئ تشابه المبادئ الشيوعية في هذا
الزمان، وتنتمي إلى المزدكية التي كانت في بلاد فارس، وينقل عنها بعض الأفكار
الإباحية في العلاقة بين الجنسين، وينسب إليهم الإيمان بالثنوية، ووجود إله للخير
وآخر للشر، ونشطوا خصوصا بعد مقتل أبي مسلم الخراساني على يد المنصور العباسي في
مناطق أذربيجان وخراسان، ورفعوا شعارات ثورية ضد الأوضاع القائمة وبها استقطبوا
جموعا من الناس، واستمرت حركتهم حيث حدثت بينهم وبين السلطات العباسية مواجهات
متعددة كان منها ما حصل زمان المأمون العباسي عندما تحرك (بابك الخرمي) حوالي سنة
201 ه، وقد أشارت الرواية المنقولة عن الإمام الجواد عليه السلام إليهم
بعنوان (الفسقة) وهو يبين موقف الأئمة والشيعة منهم. ويظهر أيضا أن شيعة أهل البيت
قد اشتركوا في مقاومتهم ومحاربتهم وغنموا منهم غنائم أصبحت محل استحقاق للخمس.