نام کتاب : الأعظم بركة الإمام محمد الجواد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 47
بطبيعة الحال فإن البيت العباسي المناصر لأخيه الأمين، كان ينتهز كل فرصة
لمواجهة المأمون إما لإضعافه أو لإجباره على مزيد من التنازلات، وكأنه يلوح بورقة
إما أن تعطينا امتيازات كما كنا نتوقع من الأمين، وإما أن نعرقل أمرك.. فأشهر
هؤلاء مرة أخرى مخالفتهم لتقريب الإمام الجواد بزعم أنهم ما صدقوا أن ينتهي أمر
أبيه الرضا حتى ابتلاهم بالابن محمد الجواد[1].
في مقابل ذلك كان المأمون يستفيد من تقريبه الأئمة عليهم السلام، في الضغط على العباسيين المخالفين له، وكأنه يقول لهم: إن لم تستقيموا
معي سأقرب أعداءكم وأمكنهم من الخلافة! وفي هذا المجال أقدم على تزويج الإمام
الرضا من ابنته وعلى توليته عهده، إلى أن قتله بالسم. وأيضا قام بنفس العمل عندما
زوج ابنته
[1] المفيد:
الإرشاد ٢/٢٨١ عن الرّيان بن شبيب (وهو أخو ماردة أم
المعتصم زوجة هارون فهو شاهد عيان من داخل البيت العباسي وهو في نفس الوقت من
أصحاب الإمام الرضا والجواد) قال: لمّا أراد المأمون ان يزوّج ابنته أمّ الفضل أبا
جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام بلغ ذلك العبّاسيين، فغلظ عليهم واستكبروه، وخافوا أن ينتهي الأمر معه
إلى ما انتهى إليه مع الرّضا عليه
السلام، فخاضوا في ذلك واجتمع منهم أهل بيته
الأدنون منه.
فقالوا: ننشدك الله يا أمير المؤمنين ان
تقيم على هذا الأمر الّذي قد عزمت عليه من تزويج ابن الرضا، فانا نخاف أن تخرج به
عنّا أمرا قد ملّكناه الله، وتنزع منّا عزّا قد ألبسناه، فقد عرفت ما بيننا وبين
هؤلاء القوم قديما وحديثا، وما كان عليه الخلفاء الرّاشدون قبلك من تبعيدهم
والتصغير بهم، وقد كنّا في وهلة من عملك مع الرضا ما عملت حتّى كفانا الله المهمّ
من ذلك؟ فالله الله ان تردّنا إلى غمّ قد انحسر عنّا، واصرف رأيك عن ابن الرّضا،
واعدل إلى من تراه من أهل بيتك يصلح لذلك دون غيره.
نام کتاب : الأعظم بركة الإمام محمد الجواد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 47